فقيه القيروان في وقته، ذكر أبو بكر المالكي في كتاب رياض النفوس أن مولده بالأندلس سنة خمس عشرة ومائة، ثم انتقل إلى أفريقية، فسكن القيروان وأوطنها، ونحو ذلك ذكر سليمان بن عمران فيما حكاه عنه ابن الجزار في كتاب التعريف.
***
قال القاضي: وإن اسمه كان بالأندلس عبدوسا، وأن رجلا ناداه به في الجامع، يعنى بالقيروان، ممن كان يعرفه به، فقال له: أناشدك الله أن تذكرني في هذا البلد، ثم رحل إلى المشرق فلقى جماعة من العلماء والمحدثين، كزكرياء بن أبي زائدة، وهشام بن حسان، وعبد الملك بن جريح، والأعمش، والثورى ومالك بن أنس وأبى حنيفة * وغيرهم، فسمع منهم وتفقه بهم.
***
قال أبو بكر: وكان اعتماده في الحديث والفقه على مالك بن أنس، وبصحبته اشتهر، وبه تفقه، لكنه كان يميل إلى النظر والاستدلال، فربما مال إلى قول أهل العراق فيما تبين له منه الصواب ثم انصرف إلى أفريقية فأقام بالقيروان يعلم الناس العلم ويحدثهم، فانتفع به خلق، ثم رحل ثانيا وأتى مصر، فمات بها كما سنذكره.
***
قال ابن الجزار في كتاب طبقات القضاة: كان ابن فروخ فقيهًا ورعًا رحل في طلب العلم، وكان يكاتب مالك بن أنس في المسائل ويجاوبه؛