سمع من أبي الحسن الإمام، والدبّاغ والإبياني، وصحب الأصيلي أيضاً عند الإبياني، وحمزة بن محمد الحافظ وغيرهما. وأخذ بالأندلس عن أبي ابراهيم، وابن الخراز. قال المالكي: رحل سنة ثلاث وثلاثماية. فسمع من حمزة وغيره. وحفظ الحديث، وفاق فيه غيره. وكان في الحفظ عجباً. أبله في أمر دنياه. وتوفي بمصر سنة خمس وخمسين وثلاثماية. ولما مات تنازعت الفقهاء والمحدّثون، كلهم يدعيه، ويقول: أنا أحق بالصلاة عليه. ورأيت في تعاليق أبي عمران، أن أبا محمد، حمل عنه عن أبي الجزار، عن ابن لبابة، مسألة كراهة استنشاق الصائم للبخور، الذي ذكر في مختصره. وهو الذي أخبره بذلك، عن ابن لبابة. وقد صرح به، أبو محمد أيضاً. فقال: حدثني عيسى بن سعادة عن خير الله بن قاسم، أنه حكى عن أصبغ في امرأة المسافر، ترفع أمرها الى السلطان، أنه لم يترك لها نفقة، أنه يطلقها عليه. قال القابسي: وذكر مسألة فقال: كذا قال في هذه المسألة، عيسى بن سعادة، الذي ما تكلم قط في مسألة حتى يتقنها. قال القابسي: لما أتينا حمزة بن محمد أنا وعيسى بن سعادة والأصيلي، وافقناه نازلاً من درج مسجد. فقال من هؤلاء؟ فقيل له قوم مغاربة. فوقف، فسلمنا عليه. ثم رجع فقعد، فنظر في وجوهنا وقال: ما أرى إلا خيراً. حدثونا عن