للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[محنته وأخباره فيها]

كان أصل محنته أنه صلى على جنازة استؤذن لها، وقد حضر ابن أبى المنهال القاضي حينئذ لجنازة أخرى، كلم عليها، فصلى أبو بكر بن اللباد، وصلى وراء ابن أبي المنهال، ثم قدمت الجنازة الأخرى فصلى عليها ابن أبي المنهال، فجلس أبو بكر بن اللباد، ومد رجليه، واستدبر القبلة، ولم يصل وراءه، فشق ذلك على ابن أبي المنهال وأغرته به المشارقة فوجه وراءه في جماعة منهم فلما دخل قال له: اجلس ثم.

وعقد عليه محضرا، بشهادة القوم، بفتحه بابه، وانتصابه للفتوى والسما بخلاف مذهب أمير المومنين وأنه يلبس السواد، ويخطب في الأعياد (٨٥١).

فقال له أبو بكر: ولمن أدعو؟

قال: لبني أمية.

قال: وبنو أمية يلبسون السواد؟

وأراد فضيحته عند من حضر.

ثم قال له: وأيضا فإن الخطبة لا تكون بأقل من خمسين رجلا، ودارى لا تحمل ذلك.

ثم قال له: ومتى كان هذا، بعد صلاة الجنازة أو قبلها؟

فقال له ابن أبي المنهال: وأى حجة لك في ذلك؟

فقال: إن كان قبل الصلاة عليها فقد غششت أمير المومنين إذ كتمت عنه هذا، وأن كان بعدها فأنت خصمى، ولا يقبل قولك.

فأمر ابن أبي المنهال بسجنه، فجاء الغلام ليأخذ بيده، فانتهره وقال: دع، أشهدكم أني محبوس.

ومضى إلى السجن، فوجد فيه المراودى، وكان سجن على سب النبي ، فلما دخل الشيخ تلقاه، فأعرض عنه فقال المراودى: والله انى لأبغضك قديما.


(٨٥١) أ ط: ويخطب في الأعياد - م: ويخضب في الأعياد.