قال القاضي أبو عبيد الله البيضاوي: رأيت في المنام: كأني دخلت مسجدي الذي أدرس فيه، فرأيت رجلاً جالساً في المحراب، وآخر يقرأ عليه. فقيل لي أما الجالس في المحراب، فرسول الله، صلى الله عليه وسلم. وأما القارئ: فأبو بكر الأشعري، يدرس عليه الشريعة. قال الميورقي: حسبت تواليف القاضي، وإملاءاته، فسمت على أيام عمره، من مولده الى موته. فوجد أنه يقع لكل يوم منه عشرون. قلت: أو نحوها. وتوفي القاضي أبو بكر يوم الست، لتسع بقين من ذي القعدة، سنة ثلاث وأربعماية، فيما حكاه الخطيب، ووجدت عن غيره: سنة أربع. أيام بهاء الدولة، والخليفة القادر بالله. وهذا خطأ. والأول هو الصحيح. وقد أثبت أبو عمران الفاسي سماعه منه إملاء، في رمضان من سنة اثنتين. قال: وصلى عليه ابنه الحسن. قال غيره: وكان الحسن مرجواً فاخترمته المنية، بعد أبيه. قال الخطيب: ودفن القاضي أبو بكر في داره، ثم نقل الى مقبرة باب حرب. وأنشد بعضهم يرثيه:
أنظر الى جبل تمشي الرجال به ... وانظر الى القبر ما يحوي من الصلف
وانظر الى صارم الإسلام منغمداً ... وانظر الى درة الإسلام في الصدف