قال محمد بن أحمد بن تميم (٧٥) في كتابه: كان سحنون ثقة، حافظا للعلم، فقيه البدن، اجتمعت فيه خلال قلما اجتمعت في غيره، الفقه البارع، والورع الصادق، والصرامة في الحق، والزهادة في الدنيا، والتخشن في الملبس والمطعم، والسماحة. وكان لا يقبل من السلاطين شيئا، وربما وصل أصحابه بثلاثين دينارا أو نحوها. ومناقبه كثيرة.
***
قال أبو بكر المالكي: وكان مع هذا رقيق القلب، غزير الدمعة، ظاهر الخشوع، متواضعا، قليل التصنع، كريم الأخلاق، حسن الأدب، سالم الصدر، شديدا على أهل البدع، لا يخاف في الله لومة لائم، انتشرت إمامته في المشرق والمغرب، وسلم له الإمامة أهل عصره، واجتمعوا على فضله وتقديمه. ومناقبه كثيرة، قد ألف فيها أبو العرب التميمي كتابا مفردا.
وسئل أشهب: من قدم اليكم من المغرب؟
قال: سحنون.
قيل: فأسد؟
قال: سحنون والله أفقه منه بتسع وتسعين مرة.
وقال أشهب: ما قدم إلينا من المغرب مثله.
(٧٥) ك: قال محمد بن أحمد بن تميم - أ، ط: قال محمد بن أحمد بن نعيم والصواب ما أثبتناه، وهو محمد بن أحمد بن تميم بن تمام التميمي، أبو العرب، المتوفى سنة ٣٠٣ هـ، له كتاب "فضائل مالك" وله كتاب مفرد في مناقب سحنون كما ستأتي الإشارة إلى ذلك - وقد ذكر صاحب الديباج هذا الخبر، ولم يسم محمد بن أحمد بن تميم، وإنما ذكر كنيته "أبو العرب".