ثم أمر منادياً ينادي: من كان لمحمد بن عيسى عنده شيء فقد وضعه عنه. فقيل له: لو تصدقت به كان أفضل. فقال: لو كان ذلك لم يأخذه إلا من يأخذ الصدقات من الطوافين وشبههم. والآن أخذه الشريف والمحتاج والمتعفف المستور، ومن لا ينكشف لأخذ الصدقة. ومن أحواله أن صديقاً له رد القاضي شهادته، فجاء إليه مستغيثاً به راغباً إليه، في أن يسير معه الى القاضي. فيعدّله. فركب معه وكان ركوبه حماراً بسرج. فلما كان في بعض الطريق قال له: يا هذا، كم من ركعة في صلاة الاستسقاء. قال: لا أدري. قال له: ففي صلاة الخسوف. قال: لا أدري. فمضى معه هنيهة ثم قال له: كم في السوق من ثقبة. فقال: لا أدري. فقال له: يا هذا، لا خير تدري ولا شر تدري، وتلوم القاضي أن يرد شهادتك. فرجع وتركه. واختلف في وفاته، فقيل توفي في سة ثمان عشرة. وقيل إحدى وعشرين وقيل اثنتين وعشرين ومائتين.
[إسماعيل بن البشر]
ويقال ابن البشير. ويقال بشير بن محمد التجيبي. أبو محمد القرطبي هو جد ابن أبي الأغبس.