للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عبد الله بن الخشاب الأندلسي - وكان ثقة -: رأيت في المنام النبي يمشى (٩٨) في طريق، وأبو بكر خلفه، وعمر خلف أبي بكر، ومالك خلف عمر، وسحنون خلف مالك.

قال ابن وضاح: فذكرتها لسحنون، فسر بذلك.

قال غيره: رأيت سحنون في النوم، بيده لواء قد بلغ السماء، وقد امتلأ الفضاء فراشا، فكنت أسأل بعض الحضور، فيقال لي: هذا لواء محمد، وهذا الفراش ملائكة.

وذكر ابن ابن الحارث، أن رجلا من أهل طرابلس كان على بدعة - وفى رواية: كان يقرأ كتب أهل العراق - فرأى في النوم كأنه في ماء قد غرق فيه إلى الذقن، ويكاد مع ذلك أن يموت عطشا، ولا يقدر على الشرب - وفى رواية: فإذا شرب صار في فيه دما - فأتاه في تلك الحال رجل، فسقاه حتى روي.

قال: فانتبهت، وبقيت سورة ذلك الرجل في نفسى، فجعلت أمشى في البلاد، وأتأمل وجوه الناس، لعلى أرى تلك الصفة، حتى رأيت سحنون فعرفته بتلك الصفة، فصحبته، وتركت مذهبي، وصرت إلى مذهبه.

قال ابن حارث: أقام سؤدد العلم في دار سحنون نحو مائة عام وثلاثين عاما، من ابتداء طلب سحنون وأخيه، إلى موت ابن ابنه محمد بن محمد بن سحنون.

قال أبو الأحوص المتعبد: رأيت سحنون في المنام، وقد تهيأ للخروج إلى المصلى مع ابنه محمد، فأتيته بثوب أبيض، فقال لي: أما علمت أني لا أقبل الهدية؟

فقلت: ليس بهدية، ولكن هذا رسول الله أمرني أن أدفعه إليك.


(٩٨) كلمة (يمشي) ساقطة من نسخة م - ثابتة في نسخة ك.