الأدب. وله حظ من علم اللغة والشعر. وكان لا يغير كتاباً إلا بمشقة، ولا يسمع في غير كتابه. ولم يرو بالأندلس سماعاته بالمشرق، إذ لم يكن معه أصول قال أبو عمر ابن الحذاء: كان شيخاً وقوراً فاضلاً رفيع القدر. ما رأيت أضبط لكتبه منه. حدث عنه أبو عمر ابن عبد البر، وأبو عمر ابن الحذاء وحكم بن محمد. وكان يستحسن التفاؤل في المصحف لالتماس البركة. يحكى أنه صرف مدة، وقد أراد ركوب البر فألفى: واترك البحر رهواً إنهم جند مغرقون. قال: فتخلفت وركب غيري فغرقوا بأجمعهم. وكان يقول ما وليت لبني أمية إلا قراءة كتب الفتوح وقتاً، وهي أدنى الحفظ. ولقد أساءني القول عنها أشد مساءة. وامتحن أيام ابن المظفر بالغيرة عليه والتقييد والإخراج عن الأندلس. توفي في آخر سة خمس وتسعين وأوصى أن يكفن في ثلاثة أثواب ليس فيه قميص ولا عمامة. مولده رحمه الله سنة عشر وثلاثماية. رضي الله عنه.