منه الدارقطني أيضاً. وقد حدث عنه كثيراً في كتابه في الرواة عن مالك وسمع بها من أحمد بن يوسف ابن خلاد، وأبي علي الصواف، وأبي بكر الشافعي وغير واحد واضطرب بالمشرق مدة طويلة. قال أبو عمر ابن الحذاء: أقام بالمشرق نحو ثلاثة عشر عاماً، وسمع ببغداد عرضته الثانية في البخاري، من ابن زيد، وسمعه أيضاً من أبي أحمد الجرجاني، وهما شيخاه في البخاري وعليهما يعتمد. قال في كتاب ابن مفرج: وسمع به الحكم وهو بالشرق مدة طويلة فأقبل الى الأندلس فلما وصل المرية مات الحكم، فانعكس أمل الأصيلي وبقي حائراً هائماً. نهض الى قرطبة ونشر بها علمه، فسار ذكره. وشرق به فقهاء البلد فبقي مدة مضاعاً حتى همّ بالانصراف الى المشرق، الى أن عرفه ابن أبي عامر فنوه به وأمر بإجراء الرزق عليه، باسم المقابلة. ثم ارتقت حاله بتقليده الشورى فنبّه حاله على غيره، انصرف الى الأندلس إثر موت الخليفة الحكم سنة ست وستين. فأقام بقرطبة وابن أبي عامر على غاية التعظيم له. وسمع منه عالم كثير وبه تفقه أبو عمران الفاسي وغيره.