قال ابن الفرضى: روى عن الغازى بن قيس، ورحل فسمع من سحنون بن سعيد بالقيروان، وهو أول من أدخل المدونة بالأندلس، وسمع بمصر من أصبغ بن الفرج، وكان شيخا ورعا فاضلا، أريد على القضاء فأبى، وكان ابن لبابة يثنى عليه، ويصفه بالعلم والورع، وقد سمع منه.
قال غيره: وكان صديقا ليحيى بن يحيى.
وأثنى عليه أحمد بن خالد وغيره، ووصفوه بالزهد والفضل.
وكان دقيق الأدب، حليما، حسن الخلق.
توفى سنة ست وأربعين، وقيل سبع وستين، وقيل سنة أربعين ومائتين.
[أبو وهب عبد الأعلى بن وهب]
ابن عبد الأعلى، مولى قريش، قرطبي.
قال ابن الفرضى: سمع من يحيى بن يحيى، ورحل إلى المشرق فسمع من مطرف بن عبد الله بالمدينة، ومن أصبغ وعلى بن معبد بمصر، ومن سحنون بافريقية، وانصرف فشوور بقرطبة مع الشيوخ: يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب وأصبغ بن خليل.
وسمع منه ابن لبابة، وصحبه كثيرا.
وسمع منه ابن وضاح.
وكان رجلا عاقلا، حافظا للرأي، مشاركا في النحو واللغة، متدينا، زاهدا، ولم يكن له معرفة بالحديث.
وكان يزن بالقدر، وكان قد طالع كتب المعتزلة ونظر في كلام المتكلمين، وكان يحيى بن يحيى وابن حبيب وإبراهيم بن حسين بن عاصم يطعنون عليه بذلك أشد الطعن.