ذكر أبو بكر الخطيب (٢٧)، أن اسماعيل القاضي، كان يحب الاجتماع مع ابراهيم الحربي، فقيل لابراهيم: لو لقيته!
فقال: ما أقصد من له حاجب.
فقيل ذلك لاسماعيل، فنحى الحاجب عن بابه أياما، فذكر ذلك لابراهيم، فقصده، فلما دخل تلقاه أبو عمر، وكان بين يدى اسماعيل قائما، ولما نزع ابراهيم نعله، أمر أبو عمر غلاما له أن يرفعها في منديل معه، فلما طال المجلس بين اسماعيل وابراهيم، وجرى بينهما من العلم ما تعجب منه الحاضرون، وأراد ابراهيم القيام، تقدم أبو عمر الغلام أن يضع نعله بين يديه، من حيث يراها ابراهيم ملفوفة في المنديل، فقال ابراهيم لأبي عمر: رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة.
فقيل أن أبا عمر رئى فى المنام - أي بعد موته - فقيل له: ما فعل الله بك؟
فقال: أدركتني دعوة الرجل الصالح ابراهيم، فغفر لى. أو نحو هذا.
قال بعضهم: دخلت على القاضي أبي عمر وبين يديه أبو نصر، ابن ابنه، وقد ترعرع، فقال لي: يا أبا بكر:
اذا الرجال ولدت أولادها … واضطربت من كبر أكبادها
وجعلت عللها تعتادها … فهى زروع قد دنا حصادها
فقلت: يبقى الله القاضي.
فقال: ثم ايش؟
قال الصولي: رفع صاحب الخبر بمجلس القاضي أبي عمر، إلى الراضى أمير المومنين رقعة يذكر فيها أن رجلا أحضر خصمه مجلس