للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مالك ويذم لهم طريقة متكلمي أهل السنة، ومذهب الأشعري ويبدعه، فجاوبه [١] فقهاء القيروان بالإنكار عليه [٢]، وجاوبه أبو محمد بن أبي زيد عن كتابه برسالة معروفة، ظهر فيها علمه وقوته في الكلام، والرد [٣] على أهل الأهواء، ونفى عن مالك وأصحابه جميع ما نسب إليه [٤]، وجعل يحتج على نقض قوله في القدر من كلام مالك البديع في رسالته في القدر إلى ابن وهب.

قال الإمام القاضي أبو الفضل المؤلف [٥] وهذا الرجل غير معروف في المالكية ولا معدود فيهم، وإنما تستر [٦] بمذهب مالك لتنفق [٧] بدعته عند العامة، فذكرناه لننبه [٨] عليه، لا لنستكثر بمثله - أبعد الله مثله.

[عبد العزيز بن علي المقرئ]

المالكي المصري، من أصحاب أبي الذكر الفقيه بها.

وممن [٩] عني بالفقه وعلم القرآن وغلب عليه، وكان من المتصدرين للاقراء للقرآن، وكان يقرئ في جامع عمرو، قال: كنا نختلف إلى أبي الذكر المالكي - وهو [١٠] عنده - ويجالسنا في ذلك كل يوم من بعد صلاة الصبح - إلى الزوال، ومن الظهر إلى العصر، فجلس إلينا مرة شاب، فكان يجيب في المسائل أحسن جواب، وجعل يختلف إلى الحلقة زمانا وعلى وجهه أثر صفرة، وكان من أحسن الناس وجها، وعليها ديبقتان وطيلسان ونعل شراكها أسود، وكان لا يلبسها بشراك أسود


[١] فجاوبه: أ ط. فجاوبوه: م.
[٢] بالإنكار عليه: أ. بالإزدراء عليه: ط. وردوا عليه: م.
[٣] والرد: أ. بالرد: ط م.
[٤] ونفى عن مالك وأصحابه جميع ما نسب إليه: أ ط، ونفى جميع ما نسب إلى مالك وأصحابه: م.
[٥] الإمام القاضي أبو الفضل المؤلف: أ، القاضي الإمام المؤلف أبو الفضل: ط. القاضي المؤلف الإمام: م.
[٦] تستر: أ. تسمى: ط م.
[٧] لتنفق: أ، ليقف: ط م.
[٨] لننبه: أ ط، لتنبه: م. الله: أ ط - م.
[٩] وممن: ط م، وهو: أ.
[١٠] وهو: أ. فنحضر: ط - م.