اعتمدنا في مقابلتنا لهذا الجزء على أجزاء أربعة مخطوطة مثل الجزء الأول، إلا أننا عوضنا الجزء الثاني من نسخة - ص - التي ينقصها جزء بجزء آخر موجود بمكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة الأعظم دام عمرانه، مرقمة ٣٢٤١. يقع هذا الجزء المنفرد من كتبا المدارك في ١٥٣ ورقة حجمه ١٩ - ٢٥ من أحباش المشير أحمد باشا الأول باي تونس يبتدئ بترجمة عبد الله بن وهب، وينتهي بترجمة حبيب بن نصر بن سهل التميمي صاحب مظالم سحنون.
خطه مغربي ضعيف، كثير الأنماط الرسمية، إلا أنه واضح مقروء. لا تاريخ لكتابها أو اسم الناسخ، إلا أنها تبدو من أقدم النسخ عندنا بتونس، وقد يرجعها بعض أصحاب الدراية إلى أواخر القرن الثامن أو أوائل التاسع. كتب على الوجه من الورقة الأولى قيمة الكتاب وهي: خمسون ريالاً. ثم نص الوقف مشهود عليه ببيان عدلين وطابع المشير أحمد باش باي الأول وآخر ما كتب فيه بعد ترجمة حبيب بن نصر، تعليق في ثلاثة أسطر على قول المؤلف قليل الفائدة. وفي أسفل الورقة بيتان من البردة وهي:
أم هبّت الريح من تلقاء كاظمة ... وأومض البرق في الظلماء من إدم
أشرنا إلى هذه النسخة في تحقيقنا للنصّ ب أ
[بسم الله الرحمن الرحيم]
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
[من أهل الشام]
[الوليد بن مسلم بن السائب]
أبو العباس، مولى بني أمية، دمشقي. قال ابن شعبان: له عن مالك ما لا يحصى كثرة. الموطأ والمسائل والحديث الكثير. يروي عن مالك وابن جريج والأوزاعي، وهو مختص به، والليث والثوري وعبد الرحمان بن يزيد ومسلمة بن علي وعمر بن جابر ويزيد بن جابر وأبي بكر بن أبي مريم وغيرهم، وروى عن شريك عشرة أحاديث. قال الألكاني: روى عنه الليث والحميدي وأحمد بن حنبل وابن المديني وأبو خيثمة وغيرهم، وروى عنه أيضاً اسحاق بن راهويه وهشام ابن عمار وصفوان بن صالح، وأخرج عنه البخاري ومسلم.