للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقرئ عليه يوما في الموطأ اسم عمر بن حسين، في كتاب الزكاة، فقال سحنون: هذا كان يشاور في القضاء في أيام مالك.

ثم قرأ القارئ، فبعد قليل قال سحنون: كيف سميت لكم الرجل الذي كان يشاور في القضاء أيام مالك؟ فقد أنسيت اسمه!

فسكت الناس.

فقلت له أنا من موضعى: هو عمر بن حسين، أصلحك الله.

فقال: بارك الله عليك، أحسنت يا غلام! من هذا الغلام؟

فعرف بي.

قال: أحب أن أرى عليك زى أهل العلم، ما ينبغى أن يمنع هذا العلم من أحد.

فما أتيت الموعد الآخر إلا وقد حلق رأسى، وكسيت ثياب العلماء، فلم أزل أتردد إلى سحنون، وهو يقربني حتى نفعنى الله.

وله تأليف في الرد على المخالفين من الكوفيين وعلى الشافعي.

[ذكر ولايته القضاء وشيء من سيرته]

ولى ابن طالب القضاء بالقيروان مرتين.

لما عزل سليمان أول مرة ولى هو، ولاه إبراهيم بن الأغلب، وعظم قدره، وجعل إليه النظر في تركة جدته، فطلب ابن طالب سليمان، فاستخفى منه.

فلما رأى إبراهيم ميل نفوس الناس إلى ابن طالب، ومحبتهم له، لعدله، وسماحته، وعقله، وحسن سيرته، وعلمه، واستبشارهم بأيامه، لرخص السعر، وارتفاع الوباء (٣٥٩) أيامه به، غار إبراهيم به، وخشيه


(٣٥٩) ك، م: وارتفاع الوباء - أ، ط: وارتفاع الربا.