للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وسيأتي من أخبار بعضهم وما جرى بينهم بعد هذا في موضعه ما يليق بالكتاب.

***

قال المؤلف القاضي أبو الفضل : والمسألة قد كثر الخوض فيها وكلام الأئمة عليها، والحقيقة فيها أنه خلاف في ألفاظ لا في حقيقة، فمن التفت إلى مغيب الحال والخاتمة وما سبق به القدر، قال بالاستثناء، ومن التفت إلى حال نفسه وصحة معتقده في وقته لم يقل به.

***

ثم نشأ بينهم بعد اختلاف آخر، بعد ثلاثمائة سنة، في القول في الغير. هل يقال: هو مؤمن عند الله أم لا؟

وجرى بين ابن التبان (٢٧٦)، وابن أبي زيد، والممسى (٢٧٧)، وأبى ميسرة، والداودى، وغيرهم في ذلك زحوف ومطالبات ومهاجرة، سنذكر منها في أخبارهم عند ذكر طبقتهم.

والصحيح في هذا أيضا ما قاله أبو محمد بن أبي زيد: إن كانت سريرتك مثل علانيتك، فأنت مؤمن عند الله.

زاد الداودي: وختم لك بذلك؟

وأما ابن التبان وغيره فأطلق القول بأنه مؤمن.

قال محمد بن أبي زيد - وكان يقول بقول ابن سحنون -: كان ابن سحنون ورعا، لم ينسب هذا القول إلى أبيه.

[ذكر وفاته]

توفى محمد بن سحنون ورضى عنه بالساحل، سنة ست وخمسين ومائتين، بعد موت أبيه بست عشرة سنة.


(٢٧٦) ا، ط: ابن التبان - م: أبي البيان - ك: أبي البيار.
(٢٧٧) أ: والمسمى - ط: والمسيبسي - ك، م: والمسيبي.