للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكانت وفاته بالساحل، وجيء به إلى القيروان، فدفن بها، وسنه أربع وخمسون سنة.

مولده سنة اثنين ومائتين فيما قاله أبو العرب.

وقال ابن الحارث: مولده على رأس المائتين.

وفي رثاء أحمد بن سليمان له:

وقد عاش خمسا بعد خمسين حجة … يحامي عن الإسلام إلا ثمانيا

وصلى عليه الأمير حينئذ، إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، وضرب على قبره قبة، وضربت الأخبية حول قبره، وأقام الناس فيها شهورا كثيرة، حتى قامت الأسواق والبيع والشراء حول قبره من كثرة الناس (٢٧٨)، حتى خاف من ذلك ابن الأغلب، وبعث إلى ابن عم سحنون، المعروف بابن لبدة، ففرق الناس.

ورئ في النوم، فسئل، فقال: زوجني ربى خمسين حوراء، لما علم من حبى للنساء.

ورأى بعضهم حين مات سحابة تظل القيروان، والناس يعجبون من حسنها، إذ قال قائل: تدرون من فوق هذه السحابة؟

قلنا له: لا.

فقال: محمد بن سحنون، ويده بيد الله تعالى!!

ورثاه الشعراء بمراثى كثيرة، من ذلك قول محمد بن داود - وكان من أصحابه:

اذر الدموع على أغر محجل … بسطت له أيدى المنون حبالها

ما ضرها لو أمتعت بمحمد … هيهات رب العالمين قضى لها

يا عين جودي بالدموع على الذي … نشرت عليه المكرمات ظلالها

ولقد رأيت الأرض يوم رأيته … فوق المناكب زلزلت زلزالها


(٢٧٨) قوله "من كثرة الناس" ساقط من نسخة ط.