قال أبو العرب: أراه كان لقي سفيان في رحلة أخرى قبل هذه والله أعلم، وهو ثقة مأمون، لا يشك في سماعه من سفيان؛
وسئل أحمد بن برد عن أبي خارجة فقال: لمثله يقال ثقة، وهو رجل صالح، ولقي أبا يوسف ولم يأخذ عنه، وروى عن مالك، عن الذي يعتم بالعمامة ولا يجعلها تحت ذقنه، فأنكره إلا أن تكون قصيرة لا تبلغ؛
قال ابن حارث: سمعت كثيرًا من الناس يحكون عن أبي خارجة عجائب من الأخبار والوصف لما لم يكن، فيكون كذلك، مثل ما يحكى بالأندلس عن بقي بن مخلد (٣٩١)، إلا أن الحكاية عن أبي خارجة أكثر استفاضة وأكثر عجائب.
قال ابن الجزار المتطبب في تعريفه - وذكر مثل ما ذكره ابن حارث - فبعضهم يقول: كان عنده علم من الحدثان، وبعضهم يقول بل علم الزجر، وبعضهم يقول بل من خدمة الجان، ومنهم من يزعم أنه كان صالحا يجري الله الحق على لسانه فينطق به؛
قال الفقيه القاضي أبو الفضل عياض:
وأنا برئ من عهدة هذه التأويلات إلا الأخيرة، فالحديث الصحيح يحتج لها.
[ذكر عجائب أخباره وبراهينه ووفاته]
* ذكر بعضهم أنه نزل في طريق سوسة فاستلقى، ثم قال لأصحابه: يأتيكم الساعة رجلان يسألان عن شيء، فتسمعون ما تكرهون، ومعهما طعام تأكلونه أنتم ولا أكله أنا؛