يعرف بابن الحكّار، صقلي، فاضل عالم نظّار محقق حسن الكلام والتأليف، أديب شاعر حسن القول. وله في المدونة شرح كبير نحو ثلاثماية جزء، وانتقد على التونسي، ألّف مسألة واختصر كتاب التمامات. أنشد له جامع شعر الصقليين قوله:
تأملت علم المرتضين أولي النهى ... فأفضلهم من ليس في جده لعب
ومن فقهه مستنبط من حديثه ... رواه بتصحيح الرواية وانتخب
وما مالك إلا الهدى وإذا اهتدى ... به أمم من سائر العجم والعرب
حكي أن بعض شباب فقهاء صقلية وحفّاظها وهو أبو القاسم ابن الحداد وكان ممن يعتني، تقدم مرة بين يدي الشيخ أبي حفص رحمه الله، فأصله له قرنه أو نعله، فقال له: اصفعني به يا أبا القاسم ولا تفتني في دين الله عز وجلّ، رضي الله عنهم جميعهم.