للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو ميسرة أحمد بن نزار (٢٣)

يكنى أبا جعفر، من الفقهاء العباد المتبتلين الخائفين الورعين.

روى عن حمديس القطان، وأحمد بن أبي سليمان، وفرات بن محمد، وسعيد بن اسحاق، وموسى القطان، وابن حكمون، ومحمد بن عبادة، وأبي الغصن.

حدث عنه اللبيدى، وأبو الحسن بن الخلاف، ومحمد بن ادريس الناظور، وابن أبي زيد، والحسن بن سعيد الخراط، وأحمد بن سفيان الداوردى.

قال أبو محمد بن هبة الله، كان أبو ميسرة من متعبدي شيوخ القيروان، المشهورين بالعبادة منهم.

قال أبو عبد الله الخراط: كان رجلا صالحا، ثقة، مأمونا، خيرا، فقيهًا، حسن الاتباع، لا يخالف في فتواه ابن القاسم، مجانبا لاهل الاهواء، كثير الصلاة والذكر، عرض عليه قضاء افريقية فامتنع، وكانت كتبه بغير خطه، قليل الضبط لضعف بصره، وكان علماء وقته، أبو بكر بن اللباد وغيره [١] يعظمونه. وذكر أنه كانت له ختمة كل ليلة في محرابه.

وكان قد عمي آخر عمره، فلم يعرف بذلك أحد، حتى اجتمع شيوخ القيروان للخروج مع ابي يزيد على بنى عبيد فأعلم بعذره، حينئذ علم عماه، وأخرج ابنه معهم، وسمع وهو يقول: اللهم ادخلني في شفاعة أسود رمى فيهم بحجر. وقيل: انه [٢] لم يعرف أنه أعمى حتى اعتذر بذلك إذ طلب للقضاء [٣].


[١] وغيره: أ ط، وغيرهم: م.
[٢] انه: أ م - ط. إذ أ ط، إذا: م.
[٣] جملة (إذ طلب للقضاء) ساقطة في أ.