أبو بكر، من أبناء الأشراف وأعيان الفقهاء الأخيار. سمع من أبيه ووهب وابن الخراز القروي، وابن سعيد، والمحيلي، وأبي ابراهيم الطليطلي، قال ابن الفرضي: وكان حافظاً للفقه، عالماً بمذهب مالك وأصحابه. قدم الى الشورى وهو ابن ثلاثين سنة. وكان ورعاً زاهداً وصار في آخر عمره متبتلاً منقطعاً معتزلاً عن جميع الناس. قال غيره: وكان ثبتاً سليماً طرح الدنيا عندما تمت له. وصارت إليه رئاسة قرطبة بالعلم والشرف والقرب من الخليفة، وصيّر قاضي الجماعة فزهد في ذلك كله في عنفوان شبابه، فلزم بيته وأطرح السلطان والفتيا، وعهد ضيعته، وباع دابة ركوبه، ولزم غرفة باب داره منفراً