للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من بيت علم، ورفعة، وعبادة؛ بشر بخير قبل موته، وشاوره سليمان المستعين في أيامه؛ وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعمائة [١]، وسنه ثلاث وأربعون سنة؛ كذا قال بعضهم: حضرت موت أبي بكر المعيطي - وهو يغسل، إذ نظرت في قبلة حائط بيته مكتوبًا بخطه: من رجا شيئًا طلبه، ومن خاف شيئًا هرب منه؛ فقلت: أنت والله ذلك الطالب الهارب، فنفعك [٢] الله بذلك.

أبو عمر أحمد بن عبد الملك الاشبيلي (١)

المعروب بابن المكوي - مولى بني أمية، وسكن قرطبة؛ شيخ فقهاء الأندلسيين في وقته، وتفقه بأبي إبراهيم وصحبه؛ وكان أبو إبراهيم يتفرس فيه النجابة، فحرضه واعتنى به؛ وكان قد حبب إليه الدرس مدة عمره، لا يفتر عنه ليله ونهاره، وجعلت فيه لذته؛ وكان أول أمره ضعيف الحفظ، قليل العلم؛ فلم يزل أبو إبراهيم عليه بالدرب [٣] والتحريض على المطالعة،


[١] وأربعمائة: ا ط. وخمسمائة: ن، وهو تحريف.
[٢] فينفعك: ا ط، فنفعك: ن.
[٣] بالدرب: ا، بالتدريب: ط، بالدوب: ن.