وكان الذي ابتداه ابنه قاسم، فمات قبل اكماله، فتممه أبوه ثابت.
قال أبو على القالى: ما أعلم وضع فى الأندلس مثل كتاب الدلائل.
قال ابن الفرضى: لو قال أبو على: ما وضع بالمشرق مثله، ما أبعد.
قال ابن أبى دليم: وكان ثابت كثير الخبر والمثل، قد اعتنى باللغة والعربية. وتوفى ثابت بسرقسطة، في رمضان، سنة ثلاث عشره.
وقال ابن أبى دليم وابن حزم: سنة أربع عشرة، وهو ابن خمس وتسعين سنة. مولده سنة سبع عشرة ومائتين.
وابنه قاسم: كنيته أبو محمد، شارك أباه في رحلته
وشيوخه، وعنى هو وأبوه بجمع الحديث والفقه، ويقال: انهما أول من أدخل كتاب العين الأندلس.
قال ابن الفرضى: وكان قاسم عالما بالحديث والفقه، متقدما في معرفة الغريب والنحو والشعر، ورعا ناسكا، أدير على أن يلى القضاء فامتنع، وأراد أبوه أن يكرهه عليه، فسأله أن يتروى في أمره ثلاثا، ويستخير الله تعالى، فمات في هذه الثلاثة الأيام.
فيرون أنه دعا على نفسه بالموت، وأنه كان مجاب الدعوة.
ويقال: انه لما أبى، استعان عليه الأمير بأبيه، وقال له: ان لم يل، فاخرجا عن بلدى.
فكلمه أبوه في ذلك.
ووجدت بخط الحكم أمير المومنين: توفي قاسم سنة اثنين وثلاثمائة.