للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضربه أسد دررًا فعتبه (٣٧٨) رجل في ذلك، فقال: إنما أنجيته بضربي هذا من القتل، فبه أمر فيه الأمير لحرقه كتب أهل العلم، وفيها ذكر الله تعالى، فقلت: أيها الأمير دعني أضربه فأشهره، فهو أبلغ له، فاستنقذته بذلك من القتل.

وكان عباس هذا محدثًا يبغض أهل الفقه والرأي، ويقع في أسد وابن القاسم، فيقال إن ابن القاسم دعا الله عليه أن يشهره في بلده، وأنه تشكى منه لأسد.

[ذكر مكان أسد من العلم والفضل والسنة]

قال أبو العرب: كان أسد ثقة لم يزن ببدعة؛

قال أبو بكر بن حماد: قلت لسحنون: يقولون إن أسدًا قال بخلق القرآن.

فقال: والله ما قاله.

قال داود بن يحيى: رأيت أسدًا يعرض التفسير، فتلا هذه الآية: ﴿فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ﴾ (٣٧٩) الآية.

فقال أسد: ويح أهل البدع، هلكت هوالكهم، يزعمون أن الله تعالى خلق كلاما يقول ذلك الكلام المخلوق ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ﴾ الآية.

قال يحيى بن سلام: حدث أسد يوما بحديث الرؤية، وسليمان القراء (٣٨٠) المعتزلي في آخر المجلس فأنكر الرؤية، فسمعه أسد فقام إليه


(٣٧٨) أ، ط، م: فعتبه رجل في ذلك - ك: فعنته رجل في ذلك.
(٣٧٩) الآيتان ١٢ - ١٣ من سورة طه.
(٣٨٠) ط، م: وسليمان الفراء المعتزلي - ك: بياض مكان كلمة (الفراء) - أ: وسليمان المعتزلي.