وجمع بين طوقيه ولحيته، واستقبله ينعله فضربه حتى أدماه، وطرده من مجلسه.
وقيل بل كان يقرأ عليه في تفسير المسيب بن شريك ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ (٣٨١) وسليمان * حاضر، فقال: من الانتظار يا أبا عبد الله؟ فأخذ أسد بتلبيبه، ونعلا غليظا بيده الأخرى، وقال: يا زنديق! لتقولنها أولا لا تبصر بها عينيك.
فقال سليمان: نعم ننظر.
قال سليمان بن عمران: سمع أسد من هشيم اثنى عشر ألف حديث.
وقال: سمعت من ابن أبي زائدة عشرين ألف حديث.
وقال: ربما رأيت أسدًا يدق صدره ويقول: واحسرتى، إن مت ليدخلن القبر مني علم عظيم.
قال: وبسبب أسد ظهر العلم بافريقية؛
قال غيره: كان أسد أعلم العراقيين بالقيروان كافة، ومذهبه السنة لا يعرف غيرها.
قال: ولما قدم أسد القيروان سمع منه علماؤها ووجوهها، سحنون بن سعيد، وأمثاله من المدنيين، وأصحابه المعروفون به، كمعمر، وبني وهب، وسليمان بن عمران، وبني قادم، وابن المنهال، وسائر الكوفيين، سمعوا منه كتب أبي حنيفة.
وكان أسد إذا سرد أقوال العراقيين يقول له مشايخ المدنيين: أوقد القنديل الثاني يا أبا عبد الله، فيسرد أقاويل المدنيين.