للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: نعم.

قال: ما جاء بك؟

قلت: تائبًا مما تعلم، فاعف عنى، وقمت وقبلت رأسه، وجلست مع أصحابه، وكان بعد من أحب الناس فيه.

***

[ذكر أخباره في مناظراته]

قال ابن حارث (٢٠٠): كانت لأبي عثمان مقامات كريمة، ومواقف محمودة، فى الدفع عن الاسلام، والذب عن السنة ناظر فيها أبا العباس المخطوم (٢٠١)، أخا الشيعي الصنعاني، يعني داعية بنى عبيد الروافض عند دخولهم أفريقية، فناظرهم مناظرة القرين المساوى، لا، بل مناظرة المتعزز المتعالى، لم يحجم لهيئة سلطان، ولا خاف ما خيف عليه من سطوتهم. ولقد قال له ابنه أبو محمد: اتق الله فى نفسك، ولا تبالغ في مناظرة الرجل. فقال: حسبى من له غضبت، وعن دينه ذببت.

ولما وصل عبيد الله إلى القيروان، خرج إليه جماعة من أهلها يتلقونه تقية، منهم ابن عبدون (٢٠٢) القيرواني، وابن الحداد، وكان ابن الحداد مهاجرًا له، فقال له ابن عبدون: تقدم، فلم يجبه سعيد (٢٠٣)، فقال له ابن عبدون: تقدم فليس هذا وقت مهاجرة، فلسانك سيف الله، وصدرك خزانة الله. فقيل: إنما ذلك (٢٠٤) ليحرضه على المناظرة.

ووجه فيه مرة عبيد الله، فذكر له حديث (٢٠٥) "من كنت مولاه فعلى مولاه" وقال له: ما بال الناس لا يكونون عبيدنا؟


(٢٠٠) علماء إفريقية: ٢٥٨ (نشرة السيد عزت العطار).
(٢٠١) طا: خيطوم.
(٢٠٢) في نسخ أخرى: ابن عبدوس. وانظر نص الطالبي: ٣٥٥ حاشية ٩.
(٢٠٣) طا: فامتنع سعيد.
(٢٠٤) طا: فعل ذلك.
(٢٠٥) طا: حديث غدير خم: من كنت مولاه.