للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن حارث: كان فقيها، وصاحبا لسحنون عند ابن القاسم، وكان ابن القاسم إذا تكلم في العلم، أسرع ابن رشيد إلى فهمه، وكان سحنون يتباطأ، غير أنه كان إذا فهم رسخ في قلبه.

قال أبو العرب: وكان أهل الأندلس في أول أمره يسمعون منه، فيأتونه أكثر مما كانوا يأتون سحنون، ثم رخص في المعاملة بالعينة، فاجتنبه كثير من الناس.

قال أبو العرب: وأما في نقله للعلم فكان ثقة.

وكان رشيد أبوه صقلبيا (١١١)، رجلا صالحا، رأى في منامه، كأنه أتى مسجد الجامع فبال في محرابه، فقص رؤياه على البهلول بن راشد، فقال له: يخرج من صلبك ولد يكون اماما، فولد له محمد.

وذكر أن الفرج، والد أصبغ بن الفرج، رأى مثلها.

قال حبيب لما مات ابن رشيد كره سحنون أن ينظر في تركته، وأمرني فنظرت فيها. فمات محمد وسحنون قاض، فيما قاله أبو العرب.

وذكر ابن الجزار، أنه توفى سنة إحدى وعشرين ومائة، وغلط ابن حارث هذا القول، ولم يسم قائله (١١٢)، قال: والصواب ما رآه أبو العرب.

وقال ابن يونس: توفى سنة اثنين ومائتين، وصوب المالكي هذا، وخطأ ما قاله أبو العرب وابن حارث.

[حماد بن يحيى]

أبو يحيى السجلماسي، عداده في أهل القيروان.

سمع عبد الله بن بكير السهمي، وابن الماجشون، وهو أول من قدم بفقه ابن الماجشون القيروان.


(١١١) أ، م: صقليا - ط، ك: صقلبيا.
(١١٢) سقط من نسخة - أ - من قوله هنا: (ولم يسم قائله) إلى قوله: (وصوب المالكي هذا) وذلك نحو من عشرين كلمة. وهو ثابت في النسخ الأخرى كلها.