للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألقاها من صدره؛ وكان فقهاء سبتة يحيون سلطانهم البرغواطي بأحسن تحية، ويحضرون مجلسه، إلا هو فإنه كان لا يراه، وإذا ضمه إليه طريق، لم يزد على: سلام عليكم ورحمة الله.

واجتمع مع أبي الوليد الباجي. وحضر مجلسه، فتعجب من حفظه، واستخلفه على إلقاء المدونة في مجلسه - عند سفرة سافرها - أبو الوليد، فتعجب أهل دانية من حفظه (١).

[محمد بن عبد الله بن غالب الهمداني]

سبتي، تقدم ذكر أبيه (٢)، من بيت علم وجلالة؛ طلب محمد هذا العلم عند أبيه، وسمع من الشيوخ؛ ورحل فحج، وسمع من الحوفي، وشيوخ مصر، وبمكة من الهروي؛ وامتحن بالإخراج من سبتة - في جملة الفقهاء - إلى مالقة، ثم ولي قضاء سبتة، وبعد هذا ولي قضاء الجماعة؛ وكان محمد هذا من أهل الفضل والنبل والجلالة، خطيبًا فصيحًا؛ تولى الخطابة مدة، وكان حسن السيرة في قضائه؛ ومن سيرته أنه أعد حاجبًا على باب المسجد - وهو جالس في المسجد - شاهدي عدل، لا يدخل عليه خصمان حتى يفرغ من آخرين؛ فإذا جلس الخصمان بين


(١) انظر مختصر ابن حمادة اللوحة: ١١٥ (١).
(٢) هكذا عند ابن حمادة في المختصر، وعكست ترتيبه فأخرت الاستدراكات من الزيادات التي نسبها للأصل انظر الملحق الثاني ص ٨٨.