للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[باب في أخبار مالك مع الملوك، ووعظه إياهم، وحسن مقامه عند الولاة، وزيارته لهم، وأخذه منهم جوائزهم]

قال القاضي :

سئل عيسى بن عمر المدني (٢٠٩): أكان مالك يغشى الأمراء؟ قال: لا، إلا أن يبعثوا إليه فيأتيهم.

وقيل لمالك: تدخل على السلاطين وهم يظلمون ويجورون؟ فقال: يرحمك الله، وأين التكلم (٢١٠) بالحق.

وقال مالك حق على كل مسلم، أو رجل جعل الله في صدره شيئا من العلم والفقه، أن يدخل إلى ذى سلطان يأمره بالخير وينهاه عن الشر، ويعظه حتى يتبين دخول العالم على غيره، لأن العالم إنما يدخل على السلطان لذلك، فإذا كان، فهو الفضل الذي لا بعده فضل.

- * -

قال عتيق بن يعقوب: كان مالك إذا دخل على الوالى وعظه وحثه على مصالح المسلمين، ولقد دخل يوما على هارون الرشيد، فحثه على مصالح المسلمين.

قال له: لقد بلغني أن عمر بن الخطاب كان في فضله وقدمه ينفخ لهم عام الرمادة النار تحت القدور، حتى يخرج الدخان من لحيته، وقد رضى الناس منكم بدون هذا.


(٢٠٩) ك: المدني - ا: الرقي.
(٢١٠) ا: التكلم - ك: المتكلم.