للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخل عليه مرة، وبين يديه شطرنج منصوب وهو ينظر فيه، فوقف مالك ولم يجلس وقال:

أحق هذا يا أمير المؤمنين؟

قال: لا.

قال: "فماذا بعد الحق إلا الضلال".

فرماه هارون برجله وقال: لا ينصب بين يدى بعد (٢١١).

وقال لبعض الولاة: افتقد أمور الرعية، فإنك مسؤول عنهم، فإن عمر بن الخطاب قال: والذي نفسي بيده لو هلك جمل * بشاطئ الفرات ضياعا لظننت أن الله يسألني عنه يوم القيامة.

وقال الحسن (٢١٢): سمعت مالكا يحلف بالله ما دخلت على أحد منهم - يعنى السلطان - إلا أذهب الله هيبته من قلبي حتى أقول له الحق.

قال خلف بن عمر: قلت لمالك: الناس يكثرون أنك تأتى الأمراء، فقال: أن ذلك بالحمل من نفسى، وذلك أنه ربما استشير من لا ينبغى.

وقال لآخر: لولا أنى آتيهم ما رأيت للنبى في هذه المدينة سنة معمولا بها.

- * -

قال ابن وهب وابن عبد الحكم: قال مالك: دخلت على أبى جعفر فرأيت غير واحد من بنى هاشم يقبل يده المرتين والثلاث، فرزقنى الله العافية من ذلك فلم أفعل.

وروى أنه كان جالسا مع أبي جعفر، فعطس أبو جعفر فشمته مالك، فلما خرج أنكر عليه الحاجب ذلك وتهدده أن عاد لتشيمته، فلما كان بعد ذلك جلس عنده فعطس أبو جعفر، فنظر مالك إلى الحاجب،


(٢١١) ما بين خطين مائلين ساقط من أ.
(٢١٢) ط: الحسن - ك: الحنيني - أ: غير واضحة.