للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت له من سحنون منزلة، بصحبته أباه عند ابن القاسم.

وغلب عليه الزهد والورع والانقباض عن مجالس الحكام، وكان من أهل العلم وطول الصلاة، وكثرة الصيام.

قال ابن عبد البر: كان علمه علم الشيوخ، ولم يكن له علم بالحديث.

وكان الأمير عبد الله أدخله مع ابن وضاح يوما، لإشهاد على بعض حرمه، فامتنعا من ذلك، إذ لا يعرفانهن.

فقال لهما: كيف المخرج؟

فقالا: يشهد عليهن من الفتيان والشيوخ من يعرفهن، ونشهد نحن على شهادتهم.

فامتثل ذلك.

فطولبا بذلك عند الأمير، حتى أثر في نفسه، وعهد ألا يشهد بعد هذا في شيء، ولا يبعث فيه بشيء.

فلزم داره معظما عند العامة، إلى أن توفى.

قال الصدفى: كان من أهل الجمع واللفظ، وتوفى سنة اثنين وثمانين ومائتين.

[يحيى بن قاسم أخوه]

قال ابن الفرضى: سمع من أبيه، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، ورحل فسمع من عبد الله بن نافع، وسحنون بن سعيد، وغيرهما.

قال ابن عبد البر: كان فاضلا، عابدا، ورعا، زاهدا، فقيها في المسائل، عالما بها.

روى عنه أحمد بن خالد، وكان يعظمه، ويصفه بالفضل والعلم والفقه، مع الزهد في الدنيا، والعبادة والانقباض.