قال أبو اللباد: حج محمد بن سحنون سنة خمس وثلاثين. فغلطوا في يوم عرفة، فأراهم محمد، أن ذاك يجزئ من حجّهم. واختلف فيها قول أبيه. قال المؤلف رحمه الله: حكى ذلك الطائي عن ابن أسلم المالكي. أجمع مالك وأبو حنيفة والشافعي، على أجزاء هذه المسألة. قال بعضهم: كنت عند محمد بن سحنون فجاءه يعقوب الجري فأنشده:
محمد يا من بالعدل قد نفذت قضاياه ... ويا ابن مناصح لله يرجوه ويخشاه
أبوك أب أهاب بجنة الفردوس وهي دنياه ... فمن والى أبوك بوده فالله مولاه
مولاي وقد ينال المرءُ عفواً ما تمناه ... كتاب منك تنجح حاجتي إن كنت أُعطاه
فطل وامنن علي به ... وحطني حاطك الله
فقال له محمد بن سحنون: نعم، وكرامة. وكتب له في حاجته. قال أبو العرب: كان ابن سحنون من أطوع الناس في الناس. سمحاً، كريماً، نفاعاً للناس، إذا قُصِد. قال ابن حارث: كان كريماً في نفسه، جواداً بماله، وجاهه. يصل من قصده بالعشرات من الدنانير. ويكتب لمن يعنى به الى الكور.