للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ولى مكانه القضاء بها ابنه عبد الرحمان، ويكنى أبا المطرف، وكان سمع من أبيه، ومن شيوخ أبيه كما ذكرنا.

قال ابن حارث: وكان له طلب وعناية، وتوفى سنة سبع وعشرين ومائتين.

ولهما عقب في العلم، وبيت جليل في السابقة إلى وقتنا.

[الفرج بن كنانة]

قال ابن حارث: هو الفرج بن كنانة، بن نزار، بن عثمان، بن مالك، الضمرى، من ولد عمر بن أمية الضمرى الكناني، نسبه في كنانة، ومكتبه (١٧٣) في جند فلسطين، وكان مسكنه بشذونة.

قال ابن عبد البر: كنيته أبو القاسم.

قال ابن حارث: وكان من أهل العلم والعبادة، وكانت له رحلة إلى المشرق، سمع فيها من عبد الرحمان بن القاسم وغيره من أهل العلم.

قال غيره: وسمع من ابن وهب.

ولاه الحكم بن عبد الرحمان قضاء قرطبة، سنة ثمان وتسعين، فكان قاضيها أيام فتنة الربض، فاستنقذ الله بشفاعته كثيرا.

وتمكن من الأمير فقال له: إن قريشا حاربت رسول الله ، وطردته، وبالغت في أذاه، وهو يدعوهم إلى الهدى ثم كان من صفحه عنهم لما أظهره الله عليهم، ما علمت، وأنت أحق الناس بالاقتداء به، لمكانك من قرابته، وخلافة الله في عباده.

فسكن غضبه، وبذل لباقيهم الأمان، على الجلاء عن قرطبة.

وتردد القضاء في عقبه ببلده مدة طويلة، ولم يزل القضاء مترددا في ولده بشذونة.


(١٧٣) كذا في جميع النسخ الخطية التي بين أيدينا.