من أهل قرطبة، قال أبو بكر بن القوطية: كان آخر (٤٠٧) من أخذ عن مالك بن أنس ونظرائه من أهل العلم، وشهر بالصلاح والفضل، وإليه ينسب المسجد والحفرة بداخل مدينة قرطبة، وهناك كان مسكنه، وكان ممن استخفى من أعلام فقهاء قرطبة في ثورة أهل قرطبة على أميرهم الحكم بن هشام، وظفر بهم، وهو صاحب القصة المشهورة المضروب بها المثل في الوفاء للذمة؛
وكان طالوت قد استخفى خوفًا على نفسه عند رجل من اليهود من جيرانه ووثق به، فتقبله أحسن قبول، ومكث عنده بأفضل حال حولا، حتى طفئت النائرة، وظن الفقيه أنه أمل اليهودى؛
وكانت بينه وبين أبي البسام الوزير وصلة حن بها إليه، رجاء أن يأخذ له الأمان؛
فساء اليهودى تحوله عنه، ونصحه فلج، وقصد الوزير خفية بين العشائين، فأظهر القبول له، وسأله أين كان قبل، فأخبره، فصوب رأيه في انتقاله إليه، ووعده الشفاعة له، وبادر بالركوب إلى الأمير من وقته، وقد وكل به من يحرسه، فقال للأمير: ما رأيك في عجل سمين عاكف على مذوده منذ سنة، يلذ مطعمه، هذا طالوت رأس المنافقين عندى، قد أظفرك الله به.