وقال الحكم: صارت له في مصاهرته لمعاوية بن صالح نادرة مذكورة، وذلك إنما أراد النظر إلى المرأة قبل تمام نكاحها، كما يفعل بعض الناس وقيل بعد النكاح وهو أشبه بحاله، وآخر الحكاية فواعد أهل الدار أ، يأتيهم ليلاً خفية من معاوية، فجاء واختفى في اسطوان الدار، وخرج معاوية فأحس من دابته قلقاً وحركة، لمكان زياد، فأنكر ذلك، ودعا بالمصباح فلما نظر إذا بزياد قد انزوى في بعض زوايا اسطوانة، فلم يزد أن قال استوصوا بضيفكم خيراً وانصرف. وله سماع من مالك، مؤلف. وكتاب الجامع له. قال ابن عتاب: وهو كتاب غريب يشتمل على علم كثير. قال يحيى بن يحيى: عرضت سماع زياد على ابن نافع واين القاسم، فرد عليه ابن القاسم مسألة، وقال لي: كذب زياد على مالك. وما سمع هذا منه قط. فأخذت الكتاب وطويته وأدخلته كمي، فقال: اقرأ. فقلت زياد أجل في نفسي من أن أعرضه مثل هذا. فاحتشم ابن القاسم وقال لي: اقرأ فو الله لا عدت لمثلها أبداً. فقرأت.