قالت إنهم لا يقومون الليل، وهو والد الفقيه، أبي حفص ابن العسّال. وكانوا ثلاثة إخوة: أبو عبد الله، هذا. وأبو حفص عمر، سمع محمد بن عبد الحكم، يونس بن عبد الأعلى، ومات قديماً. وأبو سليمان، كان نبيلاً ثقة، يسمى حمامة المسجد، لملازمته. وكان يميل الى الحديث. وكان أبو عبد الله، هذا، كثير الصلاة والتلاوة، يختم كل ليلة ختمة. وكان بينه وبين عبد الله بن مسرور بن الحجام المتقدم ذكره قبل هذا، مباعدة بسبب العلم. وكانت وفاتهما في يوم واحد، سنة ست وأربعين وثلاثماية، وابنه أبو حفص، عمر بن محمد، رحمه الله تعالى.
عمر بن محمد بن مسرور العسّال
قال أبو بكر المالكي: كان رجلاً صالحاً، خيراً فاضلاً، فقيه البلد، ثقة جيد الحفظ، مفتي أهل زمانه، ذا سمت وصيانة، وورع، وديانة، لم يغمص عليه في حداثته، ولا كبره شيء. سمع من أبيه وأبي بكر بن اللباد، وبمصر من بكر بن العلاء، وكان أبو إسحاق السبائي، يقول: ما تطيب على قلبي فتيا، غير فتيا أبي حفص، لأنه يشيب بورع، وخوف وشدة مراقبة، وإشفاق وحذر. وكان لا يقوم لأحد، إذا دخل عليه، إلا له.