قال قد علمت الذي تقول، ولو فعلت ذلك لكنت أجل في عيون الناس، ولقطعت بعض كلامهم، ولكن والله لا أعمل شيئا أبدًا لا أريد به الله.
***
وكان سحنون يعطى لأشهب الورع في سماعه، ولم يسمع منه، وإنما سمعه من ابن نافع.
قال ابن وضاح: سماع أشهب أقرب وأشبه من سماع ابن القاسم، وعدد كتب سماعه عشرون كتابا.
قال ابن وضاح: ولما سمعناه أنا وابن وابن حمير (٣٥٣) من محمد بن عبد الحكم، قال لنا ابن السكرى، وكان يجالس محمد بن عبد الحكم ويسمع قراءتنا: أحب أن تعيداه لي؛
فقلنا له: وقد سمعته؛
فقال: لم أنو سماعه، وقد قال ﵊: إنما الأعمال بالنيات، وسمعته جيد المسائل حسنًا جدًّا، ولو أردت أن أخرج على كل مسألة منه حديثا لفعلت.
***
قال سحنون: ما كان أحد يناظر أشهب إلا اضطره بالحجة، حتى يرجع إلى قوله، ولقد كان يأتينا في حلقة ابن القاسم فيتكلم بأصول العلم ويفسر ويحتج، وابن القاسم ساكت ما يرد عليه حرفا، وكان أشهب يحدثنا، وكان إذا رزق الله من هذا، كلمه إنسان في مسألة فيرفع عينيه إليه تعذرت
(٣٥٣) ط، م: وابن حمير، وهو محمد بن حمير القضاعي السليحي، بكسر اللام، الحمصي. المتوفى سنة ٢٠٠ انظر الخلاصة ص ٣٣٤ - وفى نسخة أ: (ابن ضمير) وفي نسخة ك: (ابن جمير).