للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو الوليد إسماعيل بن محمد بن عباد اللخمي (١)

إشبيلي، قال ابن حيان: كان رجل غرب الأندلس في وقته، وكان حسن المعرفة لقطع من العلم، جليلة صالحة، صالح النظر في الفقه، عالما، كاتبا، حليما، أديبا، حاسبا، كثير التوجيه للمرافق، وافر النعمة.

ذكروا أن أملاكه كانت تعدل ثلث كورته، لم يكن لرئيس في ثراه؛ قديم الجاه - عند سلطان الأندلس - زمن العامرية، مستقيما لهم بالأمور العظيمة، تولى قضاء بلده وعمله مدة، ثم صرف عنها أيام المظفر عند ارتياده للقضاء أهل السلامة، واستقدم إلى قرطبة؛ وولي مكانه أبو عمر [١] بن الباجي نحو سنة، فلم يحمدوه في أمورهم، ولا قام لهم مقامه، ولم يخلط القضاء بغيره، فاضطروا إليه، وردوه إلى عمله، وصرفوا الآخر صرفا جميلا؛ وأصيب ببصره أخيرًا، فاحتيج إليه على ما هو به، وقعد عن القضاء آخرا شيخا [٢]؛ وكان أهل الغرب لا يخرجون عن طاعته.

وتوفي في ربيع الآخر سنة عشر وأربعمائة، وانتصب للرئاسة مكانه ابنه أبو القاسم محمد، وكان جزلا، ذا أدب ومروءة؛ وولاه القاسم بن حمود القضاء مكان أبيه، فسد مكانه وآثار صيته؛ إلى أن ثار ببلده عند اضطراب أمر بني حمود، فتأمر به، وحاز رئاسة، من أجل الملوك بالاندلس.


[١] أبا عمر: ا ط. أبو عمر: ن.
[٢] شيخا: ط ن - ا.