للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما ذهبوا ليحلفوا، قال لهم ابن مسكين: تحلفون بالله خمسين يمينًا، لمن رميته حاد، ومن حيدته سقط، ومن سقطته مات.

وكان إبراهيم، يبتهج بكونه قاضيا له، قال له يومًا بعض خدمته: لقد نصحتك نصحا ما ينصحك بمثله القضاة.

فقال له إبراهيم: ولا عيسى بن مسكين؟

[ذكر استجابته وبراهينه]

ذكر أنه دعا على ابن عبدون القاضى لما أسرف، فقال: اللهم ابله بداء الغرة. وهى قرحة تخرج فى الوجه، فابلتى بها ومات منها.

وأن نصرانيًا لقيه فسلم عليه، فصافحه وعيسى لا يعلم، فعرف به بعد ذلك، فقال: اللهم اقطع يمينه وانتقم منه، فلما كان من الليل، نزل عليه لصوص، فقاتلهم فقطعوا يده.

وحكى الكانسى عن بعض من رافق عيسى فى طريق الحج، فقال: خرجت ليلة من الرفقة لقضاء حاجة الانسان، ثم عدت إلى الرفقة، فإذا عليها سور منعني من الوصول اليها، حتى أصبح، وضرب الطبل، فذكرت ذلك لعيسى، فقال: ما أبيت ليلة حتى أدور على الرفقة، وأقول: اللهم احرسنا بعينك التى لا تنام، واكنفنا بكنفك الذى لا يرام، اللهم إني أستودعك دينى ونفسى وأهلى وولدى ومالى، انه لا تخيب ودائعك، يا أرحم الراحمين.

قال: وبينما يقرأ عليه أصحابه، إذ أخبرهم آت، أن أبا العباس بن الأغلب كتب السجلات بخلق القرآن، وأمر بقراءتها على المنابر، وأن يحمل الناس عليها، فنحبه ذلك وأصحابه، وباتوا من أجله تحت غم، فلما أصبح، قال لهم عيسى: ان مدة هذا الرجل قد انقطعت.

فأتى الخبر أنه مات تلك الليلة.

وكان عيسى بن مسكين ربما نطق بشيء من الانذارات قبل وقته، فيقال إنه صحب أبا خارجة صاحب مالك ابن أنس، فتعلم ذلك منه.