للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان إذا دخل في الصلاة، لم يكن قلبه إلا فيها، فربما يدخل إليه من يدخل من أصحابه فلا يعلم بدخولهم لشغله بصلاته.

وكان إذا أراد أن يتوضأ، يتلو [١] قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ﴾ " - الآية.

ثم يقول: نعم يا رب، ويكرر ذلك، ثم يغسل أعضاء تحت خوف عظيم ووله، حتى يفرغ من وضوئه.

قال خادمه [٢] أبو سعيد القلال: قال لي الشيخ: أفل كسائي [٣]، فلم أجد فيه غير برغوث واحد ميت، فذكرت ذلك له، فقال: ما مكناهم.

قال ابن سعدون، وكان خبز السبائي السميذ، فقيل له في ذلك، فقال: والله لو قدرت على الجوهر، وعلمت أنه يزيد في عقلي، لسحقته وأكلته، فإني لا أجد نفسي تصلح إلا إذا أكلت طيبا.

[ذكر ورعه وحمايته من الشبهات وبراهينه في ذلك]

كان أبو إسحاق لا يأكل إلا ما علم طيبه وطيب أصله، وتصرف الموارثة [٤] فيه، وانتقال أملاكه على ما يجب، وإن أهله كانوا يزكونه.

وذكر ابن الأجدابي، أنه كلف شيخا معروفا بالثقة أن يشتري له قميصا، فاشترى له قميصا بسبعة [٥] دراهم، وأتاه به، فلما لبسه أبو إسحاق، وجده على جسده كالشوك، فنزعه [٦] إلى أن جاء الشيخ، فقال: يا أخي! من أين هذا القميص؟ وأخبره بشأنه [٧].


[١] يتلو، أ م، يقرأ، ط.
[٢] خادمه: أ ط، خديمه: م.
[٣] أفل كسائي، ط م، ابدكيسك لي: أ.
[٤] الموارثة، أط. المواريث: م.
[٥] بسبعة: ط م. تسعة أ.
[٦] به لبسه وجده فنزعه: م. بها لبسه وجدها فنزعها، أ ط.
[٧] بشانه، ط م، بشأنها، أ.