للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر ذلك عن غيره.

وقال: ومن عيبها ترك ما مضى عليه السلف، من تزويجهم المرء على دينه، وأن الرجل ليس يدخل مع أهله مع غليظ هذه الشروط، الا وقد فارقها لقلة الحفظ (٣٧٤) لحقائقها.

[محنته ووفاته]

كان قد امتحن عند العزلة الأولى، في ولاية سليمان بن عمران.

وكانت محنته الثانية الكبرى فى ولايته الثانية، بعد موت سليمان، في ولاية ابن عبدون.

وكان السبب في ذلك، أنه نظر إلى ما شرعه (٣٧٥) ابراهيم بن الأغلب، من الفسوق و الجور، والاستطالة على المسلمين، واباحة السودان على نساء أهل أليانة (٣٧٦)، حين امتنعوا من بيعها منه.

وقد أتت امرأة بفرعة (٣٧٧) ابنتها فى ثوب، فألقته بين يديه، فتوجع، وقال: ما أرى هذا مؤمنا بالله. أو هذا فعل الدهرية ومن لا يؤمن بالله واليوم الآخر.

فبلغت الكلمة ابراهيم، فحقدها عليه، ثم عزله وحبسه، وولى عدوه ابن عبدون، وكان عراقيا متعصبا على المدنيين.

وأمره باحضار العلماء، واخراج ابن طالب إليهم، وفيهم من كانت بينه وبين ابن طالب منافسة، ليشهدوا عليه.

وجلس لذلك فى المقصورة، وجلس ابن الأغلب بقربهم، ليسمع كلامهم، وأمر القاضى بتتبع أفعاله، ومناظرته، ليفضحه على رؤوس

الناس.


(٣٧٤) أ، ك: الحفظ - ط، م: التحفظ.
(٣٧٥) ك، م إلى ما شرعه - أ، ط: إلى ما تركه.
(٣٧٦) ك، م: أليانة - أ: البانة - ط: أمانة.
(٣٧٧) ط، ك، م، بفرعة ابنتها - أ: بفرع ابنتها.