وائل، كان سلفه من أهل الخطط بالقيروان. ولهم مسجد يعرف بمسجد أبي مسلم بها. وجدّه علي من أصحاب سحنون. تقدّم ذكره في طبقته. وولى بنو الأغلب أبا بكر أحمد بن علي، والد الشيخ أبي إسحاق، خراج إفريقية. فتورط معهم. وكان من أهل الأدب والفهم. ثم ارتفع الى حدّ الوزارة، الى أن زالت دولة بني الأغلب. فنكب فيمن نكب. ولم يبق له إلا بقية ربع بسوسة. فلزم الخير والحجج، الى أن مات.
[ذكر بداية أبي إسحاق رحمه الله]
كان أبوه - وهو في حاله - قد أخذ له معلمين، أحدهما للقرآن، والآخر للعربية والشعر، وهو في رفاهة من العيش. قال أبو القاسم: فلقد حدثني من رأى أبا إسحاق في تلك الأيام، وحوله خمسة عشر صقلبياً موكلين بحفظه. وكان والده ينزل بقرية جبنيانة. وكانت من جملة أملاكهم. فيقيم بها الشهور، أكثر أيام النزهة، ومعه ابنه أبو إسحاق، يوجهه الى شيخ معلم بجبنيانة، يقال له ابن عاصم، يقيم عنده، ويتبرّك به، ويتعلم منه، ويختلف إليه بكرة وعشياً. وكان ابن عاصم، قد شهر بالعبادة، وإجابة الدعاء. وكانوا يتبرّكون بدعائه، قد نفع الله به خلقاً كثيراً، فكان يفعل هذا في كل سنة، الى أن بلغ أبو إسحاق الحلم، فدخل قلبه من الخير، ومما يسمع من ابن عاصم، ويرى من فضله، ما أزعجه عما كان فيه، فانخلع من الدنيا ولبس عباءة وهرب. فطلب فلم يوجد. وكان يستأجر نفسه، بما يرد عليها، يقيم به رمقه. قال: