ولعل ذلك تقية. ولعله في وقت المحنة، أو كراهة للكلام في فيما لم يتكلم فيه السلف، كما ذكرنا عن غيره. وأما أبو الفرج الأصبهاني في كتابه الكبير، فنحله ما لا يقوله، ولا يعرف له بوجه. وجدت في بعض الكتب أنه توفي وقد قارب الأربعين سنة.
[إسحاق بن إسماعيل بن حماد]
ابن زيد بن بابك البصري، أبو يعقوب الأزدي الجهني مولاهم، لآل جرير بن حازم، والد إسماعيل القاضي، ولي المظالم بمصر، أيام المأمون والحطابة والأشراف على المعتصم، وولي مظالم البصرة.
ولم يكن بالحافظ. لكن ولده وآل تجردوا لمذهب مالك في أيامه، وتفقهوا فيه. مولده سنة ست وسبعين ومائة. وتوفي بالبصرة سنة ثلاثين ومائتين. نقلت هذا كله من الأوراق المؤلفة، للحكم عبد الرحمان في ذكر المالكية، من أهل العراق. ومن كتاب ابن الحارث. وذكر أبو بكر الخطيب عن حماد بن إسحاق عن أبيه، قال: دخلت على ابن شكلة في بقايا غضب المأمون عليه. فقلت:
هي المقادير تجري في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبر على حال
يوماً تريك خسيس الحال ترفعه ... إلى السماء ويوماً تُخفض العالي
فاطرق ساعة ثم قال:
عيب الإناءة إن سرت عواقبها ... إن لا خلود وإن ليس الفتى حجرا