قال ابن البصرى: ذكر أن ابنا لا بن غانم جاءه من عند معلمه، فسأله عن سورته، فقرأ عليه، فأحسن، فدفع اليه عشرين دينارًا أو نحوها؛
فلما جاء بها الصبى الى المعلم، أنكرها، وظن بالصبى ظنا، فجاء بها الى ابن غانم، فقال له ابن غانم: لعلك استقللتها؟
فقال: لا
فقال له: لحرف واحد مما علمته يعدل الدنيا وما فيها؛
***
وذكر أن رجلا يقال له ابن زرعة، كان ابن غانم قد حكم عليه، فبلغ ذلك من ابن زرعة كل مبلغ، فلقى ابن غانم في طريق ضيعته فسبه، وقال له: يا فاعل يا ابن الفاعلة. وبالغ.
فلما كان بعد ذلك، لقيه فى طريق ضيعته، فسلم عليه ابن غانم، وحمله معه الى متنزهه، فأحضر طعامًا وأكل معه وأقاما الى قرب المساء، ثم انصرفا، فلما أراد مفارقته استغفره ابن زرعة واعترف له * بالخطأ.
فقال. أما هذا فلست أفعله حتى نخاصمك بين يدى الله، وأما أن ينالك مني شي مكروه في الدنيا، فلا.
***
ومن طريق آخر. أن الجند نزلوا فى دار ابن زرعة بعد سبه له، وملأوها سلاحًا؛
فلجأ الى ابن غانم، فلما دنا من الباب تذكر، وقال: بعد أن سبيته استنصره؟
فانصرف، ثم أعظم ما نزل به فرجع اليه، فلما دنا، انصرف، ثم رجع،