وكف بصره. فوصف له معالجة ذلك بالقدح. وقال: والله لا أفعل. ضمنت لي الجنة على لسان النبي عليه السلام. فلا أدعها وأطلب ما بعد ذلك. وروى عنه محمد بن لبابة، ومحمد بن أيمن، ومحمد بن محمد الصدفي، وغيرهم. ذكره ابن أبي دليم، في أئمة المالكية. قال هو وغيره: وله عبادة وانقباض وكثرة صلاة. واقتدى به أصحاب له في العبادة، وكثرة الصلاة. قال ابن أيمن: لم يكن جيد الضبط في الحديث، ولا الفقه. قال ابن عبد البر: كان متوسط الفقه، تفقّه بالشيوخ، وكان ابن لبابة يصفه بالفضل العظيم والزهد، ويقدمه على جميع من ورى في ذلك. وأنه كان لا يرفع بصره الى السماء حياء من الله. وكان أصحابه يلتزمون ذلك. وكان له صمت، وعقد الوثائق وكتبها. وقد تكلم فيه ابن وضاح وغيره، وأكذبه، وكذبوه فيما يرويه. قال الحميدي: وله مختصر في الفقه على مذهب مالك رحمه الله. توفي سنة ثمان وستين.
[عبد الرحمن بن يزيد بن عيسى]
ابن يحيى بن يزيد بن بُرَير. مولى معاوية ابن أبي سفيان. غلبت عليه كنيته، أبو زيد. وهو جد بني أبي زيد لقرطبة، المضاف إليه، الدرب