للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما انقضى مجلسهم وقام يحيى بن عمر، سأله (١١٨) الرجل الذي جاء به: كيف رأيت - أصلحك الله - أصحابنا؟

فقال: ما تركت ببغداد من يتكلم في الفقه بمثل هذا الكلام.

* * *

[ذكر فضائله وزهده]

قال أحمد بن نصر: رأيت حماس بن مروان في ليلة جمعة يختلف، فقلت: أصلحك الله ما هذا؟

فقال: عندنا شعير أخذته رائحة المطر، ليس يأخذه منا البغالون (١١٩)، فطحنا منه جشيشا نتزود (١٢٠) من خبزه، ورأيت البارحة الشعير خرج من الفرن (١٢١)، فتفكرت (١٢٢) في بيوت أزواج النبي ، وأنه لم يكن فيها شيء من ذلك، وطالما اشتاقوا إليه، فلما أكلته عرض لي منه ريح.

ولما حضرته الوفاة أمر ببيع كتبه في كفنه.

وكان من تواضعه وزهده يفتح القناة بنفسه، ويكسر الحطب على باب داره، والناس حوله يختصمون إليه ويسألونه.

وقام (١٢٣) رجل يراعى قميص حماس وفيه خرق تظهر منه الضرورة الفاضحة (١٢٤)، فقال: أصلحك الله، هذا خيط من أصله كذا، وابرة من أصلها كذا (١٢٥)، فأحب أن تأذن لي في خياطته.

فقال: يا أخى لهذا الخرق سبعة عشر سنة، ما ضرنا (١٢٦) منه شيء، والأمر أعجل من ذلك.


(١١٨) عند طا: فسألته.
(١١٩) عند طا: البقالون.
(١٢٠) نثرد فيه من خبزه. عند طا.
(١٢١) في معالم الإيمان ج ٢ ص ٢٢٠: ورأيت البارحة خبزا شعيرا خرج من الفرن.
(١٢٢) في نسخ أخرى: ففكرت.
(١٢٣) في معالم الإيمان: وأقام.
(١٢٤) يظهر منها (الفرو) جمعات كثيرة .. عند طا.
(١٢٥) في نسخ أخرى: هذا خيط أصله من كذا، وابرة أصلها من كذا.
(١٢٦) في بعض النسخ: ما ضرني.