للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن حارث (١١٣): اختلف إلى سحنون في الصغر، فلما مات واظب ابن عبدوس فانتفع به، فكان يعد من أفقه أصحابه، وأفقه أهل القيروان، عالما، أستاذا حاذقا بأصول علم مالك وأصحابه، جيد الكلام عليه، يحكى في معانيه ابن عبدوس، حتى لقد قال القائل: كان الاسم في ذلك الوقت ليحيى بن عمر، والفقه لحماس.

وكان بعضهم (١١٤) يقول: لما دخل حماس حلقة محمد بن عبد الحكم، وابن عبد الحكم لا يعرفه، وتكلم (١١٥) حماس، فصرف إليه ابن عبد الحكم وجهه، ثم زاد في الكلام، ثم سأله ابن عبد الحكم عن مسألة من الجراح، فأجابه، ثم سأله عن أخرى فأجاب وجود، فقال ابن عبد الحكم: يمكن أن تكون حماس بن مروان؟

قال: نعم،

فعاتبه إذ لم يقصد إليه. ثم قربه وأكرمه.

قال لقمان بن يوسف: لما قدم علينا يحيى بن عمر من المشرق أتاه بعض أصحابنا فقال له: إن لنا * حلقة يجتمع فيها يوم الجمعة أصحابنا، فلو تفضلت وحضرتهم فترى كيف هم؟

فجاء به - وأنا معه - يحيى إلى القوم، فأكرموه وجلس معهم (١١٦) وفى القوم حماس بن مروان، وابن أبي فيروز، وسرور، وابن أخت جامع (١١٧).

فأخذ محمد بن بسطام يسأل عن تفسيرات محمد بن عبدوس التي ألفها في الشفعة والقسم وأشباه ذلك، وحماس بن مروان يجاوب، وباقى القوم يتكلم كل واحد منهم بما تهيأ له، ويحيى بن عمر ساكت،


(١١٣) انظر علماء أفريقية لابن حارث، ترجمة رقم ٢٨.
(١١٤) ورد هذا القول في طبقات الشرازى ص .. وعلماء أفريقية لابن حارث ص ٢٠٧.
(١١٥) عند طا: تكلم، وهو تصويب، وفى النسخ: وتكلم، فتكلم.
(١١٦) عند طا: فأجابه، وأتى معه يحيى إلى القوم فأكرموه وجلس معهم.
(١١٧) عند طا: وابن أخت جامع (العطار) ومحمد بن بسطام. فسئل عن تفسيرات محمد بن عبدوس التي ألفها في الشفعة .. وما في القوم إلا (متكلم) كل واحد (ما تهيأ له) ..