وترك جميع ما كان فيه، ولزم قصر الرباط.
قال أحمد بن أبي سليمان: قلت لواصل: بلغني أنك لم تشرب الماء دهرا!
فقال: لم أشربه ثمانية أشهر، ثم غلبت، وذلك أنى كنت أناله في البسيس والمرق.
قلت له: فالخبز، كم لك لم تأكله؟
قال: أكثر من عشرين سنة، جربته، فلما استغنيت عنه تركته تأديبا لنفسي.
قلت له: بلغني أن ابليس كلمك!
قال: لا.
قلت له: أفرأيته؟
قال: دخلت على جارية في المسجد فى حلى وصباغ، فقمت إليها بالعصا فهربت، فاتبعتها إلى باب المسجد، فوجدت القصر مسدودا، فعلمت أنها ابليس!
[ذكر بعض ما يحكى من كراماته]
ذكر أنه لما نزل قصر الرباط بغير شيء (٢٥٣) أقام فيه أياما مقبلا على الصلاة والصوم، فتبين فيه أهل الحصن * الضعف، من كثرة مداومته وقلة غذائه، فأتوه ليالى بطعام يفطر عليه من الشعير والبقل، فلما طال عليهم تركوه.
فأقام ليلة وثانية لم يطعم فيها شيئًا.
فلما كان فى الثالثة، إذا بضارب يضرب عليهم باب القصر، فسألوه فقال: غلام فلان - رجل من مشاهير القيروان مذكور بخير -
(٢٥٣) - ط: بغير شيء ـ أ ك م: لغير شيء.