قواتل لا قداح سوى أحورار ... بهن ولا سوى اللحظات ريش
أصبن سواد مهجته فأضحى ... سقيماً لا يموت ولا يعيش
كئيب أن تحمل عنه جيش ... من البلوى ألم به جيوش
وكان القاضي أحمد بن إبراهيم بن حماد، قال: خرج أحمد بن المعدل من البصرة إلى طرسوس فأطال بها المكث فكتب إليه ابنه: يا أبت وحشت بقاع، وفقدك إخوانك. فكتب إليه أحمد:
أتأمن بالنفس النفيسة ما بها ... وليس لها في الناس كلهم ثمن
بها أملك الدنيا فإن أنا بعتها ... بشيء من الدنيا فذلكم الغبن
إذا ذهبت نفسي بدنيا تنالها ... فقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثمن
فبعها بها فمن إليه مصيرها ... فإنك فيها للمنية مرتهن
ودع لذة الدنيا لنعم خالد ... لدى جنة لا خوف فيها ولا حزن
فتبذل شيئاً لست تملك نفعه ... فيجزيك بالإحسان ذو الفضل والمتن
وأنشد له القاضي وكيع:
وقالت سل المعروف يحيى بن أكتم ... فقلت سلي رب يحيى بن أكتم
وقال ابن الجراح في كتاب الورقة: كان ابن المعدل فقيهاً نبيلاً. له أشعار ملاح.
قال القاضي إسماعيل بن أسحق: وكان أحمد أستاذه إلا أنه كان ورعاً حرجاً.