للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وائل، وكان [١] سلفه من أهل الخطط بالقيروان ولهم مسجد يعرف بمسجد ابن سالم [٢] بها وجده على من أصحاب سحنون، تقدم ذكره في طبقته (٢٧٢)، وولى بنو الأغلب أبا بكر أحمد بن علي والد الشيخ أبي إسحاق خراج إفريقية فتورط معهم، وكان من أهل الأدب والفهم، ثم ارتفع إلى حد الوزارة، إلى أن زالت دولة بني الأغلب فنكب فيمن نكب، ولم يبق له إلا بقية ربع بسوسة، فلزم الخير والحج [٣] إلى أن مات.

ذكر بداية أبي إسحاق [٤]

كان أبوه - وهو في حاله - قد أخذ له معلمين، أحدهما للقرآن، والآخر للعربية والشعر - وهو في رفاهة من العيش.

قال أبو القاسم فلقد حدثني من رأى أبا إسحاق في تلك الأيام - وحوله خمسة عشرة صقلبيا موكلين بحفظه، وكان والده ينزل بقرية جبنيانة [٥]، وكانت من جملة أملاكهم، فيقيم بها الشهور أكثر أيام النزهة، ومعه ابنه أبو إسحاق يوجهه إلى شيخ معلم بجبنيانة، يقال له ابن عاصم يقيم عنده ويتبرك به ويتعلم منه، ويختلف إليه بكرة وعشيا وكان ابن عاصم قد شهر بالعبادة، وإجابة الدعاء، وكانوا يتبركون بدعائه قد نفع الله به خلقا كثيرا، فكان يفعل هذا في كل سنة إلى أن بلغ أبو إسحاق الحلم، فدخل قلبه من الخير وما يسمع من ابن عاصم، ويرى من فضله - ما أزعجه عما كان فيه فانخلع من الدنيا وليس عباءة وهرب، فطلب فلم يوجد [٦]، فكان [٧] يستأجر نفسه بما يرد عليه [٨] مما [٩] يقيم به رمقه قال:


[١] وكان: أط. كان: م.
[٢] ابن سالم: أ. أبي سالم، ط. أبي مسلم. م.
[٣] والحج: أط، والحجج، م.
[٤] أبو القاسم، ط م، أبو إسحاق: أ.
[٥] جبنيانة، ط م، جنبيانة، أ.
[٦] فلم يوجد: ط م، ما يوجد: أ.
[٧] فكان أ ط، وكان، م.
[٨] عليه، أ ط. عليها. . م.
[٩] ما: أ ط -. م.