للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر شيء من فضائله وأخباره]

قال أحمد بن خالد: لم يعط أحد من أهل العلم بالأندلس، منذ دخلها الاسلام، من الحظوة وعظم القدر وجلالة الذكر، ما أعطيه يحيى بن يحيى، وكان الأمير عبد الرحمان بن الحكم يبجله تبجيل الأب (٤٥٨)، ولا يرجع عن قوله، ويستشيره في أمره، وفيمن يوليه ويعزله، فلذلك كثر القضاة فى مدته، وكان يفضل بالعقل على علمه؛

وألح عليه الأمير عبد الرحمان في ولايته القضاء فأبى عليه، فوكل عليه من يقعده في الجامع، وقال للناس: هذا قاضيكم؛

فأبى من الحكم، فقال لهم يحيى: ان المكان الذي أنا فيه أنفع وخير لكم مما تريدون، أنا إذا تظلم الناس من قاض أجلستمونى فنظرت لكم في أحكامه، وإذا كنت قاضيا فتظلم منى كما يتظلم من القضاة، من تقصدون ينظر في أحكامي؟

فكفوا عنه؛

قال ابن نبابة: فقيه الأندلس عيسى، وعالمها ابن حبيب، وعاقلها يحيى بن يحيى.

قال الشيرازي: إليه انتهت الرئاسة بالأندلس في العلم، وكان مالك يعجبه سمت يحيى وعقله؛

وروى عنه، أنه كان عنده يومًا جالسا في جملة أصحاب مالك، اذ قال قائل قد حضر الفيل،


(٤٥٨) أ، ط تبجيل الأب - ك: تبجيل الأدب.