الموطأ، غير أبواب فى كتاب الاعتكاف شك فيها، فبقى يحدث بها عن زياد، وسمع من نافع بن أبي نعيم القارئ، والقاسم بن عبد الله العمرى وحسين بن ضميرة، وعبد الله بن نافع، وسمع بمكة من سفيان بن عيينة، وبمصر من الليث بن سعد، وعبد الله بن وهب موطأه وجامعه، وسمع من ابن القاسم مسائل، وحمل عنه عشرة كتب، فكتب سماعه؛
قال أبو عمر: ثم انصرف إلى المدينة ليسمعه من مالك، فوجده عليلا، فأقام بالمدينة إلى أن توفى مالك ﵀ وحضر جنازته، وقدم الأندلس يعلم كثير، فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار (٤٥٧) إلى رأيه وقوله، وأخذ عليه في روايته في الموطأ، وفي حديث الليث وغيره، أوهام نقلت، كلم فيها فلم يغيرها في كتابه، واتبعه الرواة عنه، وقد عرفها الناس وبينوا صوابها، وأما ابن وضاح فانه أصلحها ورواها الناس عنه على الاصلاح، وكان يفتى برأى مالك، لا يدع ذلك إلا في مسائل نذكرها بعد؛
قال الشيرازي: رحل يحيى بن يحيى إلى مالك وهو صغير، وتفقه بالمدنيين والمصريين من أصحابه.
قال أبو عبد الملك بن عبد البر: وبه، وبعيسى بن دينار انتشر مذهب مالك، وانتهى الناس إلى سماع الموطأ من يحيى، وأعجبوا بتقييده فقلدوه وتبعوه؛
قال ابن الفرضى: وسمع منه رجال الأندلس في وقته، وكان آخر من حدث عنه ابنه عبد الله.
(٤٥٧) أ، ط: بعد عيسى بن دينار -وكذلك في الديباج في ترجمة يحيى بن يحيى الليثي ص ٣٥٠ - وفى نسخة ك: عيسى بن مينا.