وثمانين. فسمع سحنون في رحلته إلى مصر والحجاز، من ابن القاسم، وابن وهب، وأشهب، وطليب ابن كامل، وعبيد الله بن عبد الحكم، وشعيب بن الليث، ويوسف بن محمد، وسفيان بن عيينة، ووكيع وعبد الرحمان ابن مهدي، وحفص بن غياث، وأبي داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، والوليد بن مسلم، وابن نافع الصائغ، ومعن بن عيسى، وأبي ضمرة وابن الماجشون، ومطرف وغيرهم.
وانصرف إلى إفريقية، سنة إحدى وتسعين ومائة. قال سحنون: سمع مني أهل جدابية سنة إحدى وتسعين. وفيها مات ابن القاسم. قال: وخرجت إلى ابن القاسم، ابن خمس وعشرين. وقدمت إفريقية ابن ثلاثين سنة. وأول من قرأ على عبد الملك زونان. ذكر أن البهلول بن راشد، كتب إلى علي بن زياد، أن يُسمع سحنون، وقال له: إنما كتبت إليك في رجل يطلب لله. وقد روي إنه إنما كتب البهلول في عهد المتعالي الجدري، فسأله علي عن موضعه، ثم أخذ علي الموطأ. فأتاه ليسمعه في موضعه. وقال له: إن بهلول كتب إلي يعلمني إنك ممن تطلب لله.
قال فرات: سمعت سحنون يقول: انقفلت عليّ مسألة حتى أردت الرجوع فيها إلى المدينة، حتى اتضحت لي. حتى اتضحت لي. قال سحنون: لما حججت كنت أزامل ابن وهب، وكان أشهب يزامله يتيمه. وابن القاسم يزامله ابنه موسى. وكنت إذا نزلت سألت ابن القاسم، وكنا نمشي باالنهار، ونلقي المسائل، فإذا كان الليل قام كل أحد إلى حزبه من الصلاة. فهو يقول ابن وهب: ألا ترون هذا المغربي يلقي بالنهار، ولا يدرس بالليل.