كان بالقيروان. وسكن صقلية مدة. ثم استوطن تونس. فسمع من يحيى بن عمر، وعليه اعتمد. وعيسى بن مسكين، وحماس، وعبد الجبار، وابن بسطام، وغيرهم من أصحاب سحنون. وحجّ، فسمع بمصر كثيراً. وأخذ عن علي بن عبد العزيز، ويحيى بن أيوب الغالب، وقرأ على الأنماطي، والوداني. وكان محسناً للقراءة. يقرأ بقراءة نافع. قال ابن حارث: كان من أهل العبادة والصيام، والقيام، والتقشّف، والتواضع، حافظاً لمذهب مالك، حسن القريحة فيه. متفنناً، فقيهاً مبرزاً في ذلك. عالماً باللغة، والحديث، والرجال، والقرآن. يميل الى طريقة ابن عبدوس في فقهه وفي مسألة الإيمان، والاستثناء فيه. وفي جميع معانيه. من أحسن الناس مجلساً، وأغزرهم خبراً، وأعرفهم بأخبار القيروان وشيوخها. لا يكاد يفرغ من حديث، حتى يصله بغيره. قال ابن حارث: وكان إذا مضت مسألة - يعني في وقت القراءة - يحتاج إليّ. كلمني فيها. وإذا مر اسم رجل، كلم فيه محمد بن صامت. وإذا مر بشيء من اللغة، كلم فيه سعد بن ميمون. قال أبو العرب: كان فقيهاً يسمع معنا من مشائخنا. قال أبو عبد الله الخراط: كان فقيه البدن، ثقة صالحاً متقشفاً. يحسن اللغة والنحو، فكان الأبياني يثني عليه، ثناء حسناً. ويقال إنه كان عالماً باثني عشر صنفاً من العلوم. سمع منه الناس.