للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: ظالمين غاشمين!

فقال: ليس لهذا أحضرناك.

واضطرب المسجد، فقام الفضل وسار إلى المأمون؛ وقال له: لقد خشيت على نفسى من قيام الناس الحارث.

فأرسل المامون إلى الحارث فسأله عنهما، فقال: ظالمين غاشمين.

فقال له: هل ظلماك بشيء؟

قال: لا.

قال: فعاملتهما؟

قال: لا.

قال: فكيف شهدت عليهما؟

* * *

قال: كما شهدت أنك أمير المؤمنين ولم أرك قط إلا الساعة، وكما شهدت أنك غزوت ولم أحضر غزوك.

قال: اخرج من هذه البلاد، فليست لك ببلاد، قليلك وكثيرك، فإنك لا تعاينها أبدا.

وحبسه في رأس الجبل في خيمة.

ثم انحدر لمحاربة بعض بلاد مصر، وأحدره معه، فلما فتحها سأل حارثا عن مسألته الأولى، فرد عليه جوابه بعينه.

فقال له: فما تقول في خروجنا هذا؟

فقال: أخبرني عبد الرحمان بن القاسم، عن مالك، أن الرشيد كتب إليه يسأله عن قتال أهل دهلك، فقال: إن كانوا خرجوا عن ظلم من السلطان فلا يحل قتالهم، وإن كانوا إنما شقوا العصا فقتالهم حلال.

فجاوبه المأمون بجواب قبيح سبه فيه وسب مالكا، وقال له: ارحل عن مصر.